السبت، 28 أبريل 2012

الطفل وصناعة القرار


الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين       وبعد ،،،
فإن عملية عملية اتخاذ القرار تعني الوصول إلى اتخاذ قرار مناسب في أي مجال من المجالات ، وكثيراً منا سمع عن صناع القرار ، رجال قدّر الله لهم أن تكون مسؤولية العالم في أعناقهم ، قرارات تتخذ في لحظات فتكون سببا في سعادة أو في شقاء ، ولكن ماذا سيكون لو كان صانع القرار هذه المرة طفلا ، هل فكر أحدٌ منا في أن يجعل طفله صانعاً للقرار ، واتخذ الخطوات المعينة له على ذلك ، كلنا نتمنى ذلك ، ولكن القليل القليل اليوم من يربون أبنائهم تربيه اتخاذ القرار والقيادة ، والكثير الكثير اليوم من يربون أبناءهم  تربية العبيد ، وما يتبع ذلك من التقليل من شأن الطفل واستحقاره ، والتقليل من شأنه ، وكل هذه الأمور سوف تكون سبباً لأن ينشأ عندنا في مجتمعاتنا أطفال جبناء ، لا يعي أحدهم أبجديات التعامل مع غيره ، أو اتخاذ أي قرار في مستقبل حياته ، ومن ثم يستخدم التربية نفسها مع أبنائه ، وتستمر عملية هدم التربية الصحيحة ، والتي كان المصطفى صلى الله عليه وسلم يربي أصحابه عليها ، فكان يستشير أصحابه ، بل وصغار الصحابة ، وقد ورد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى بشراب فشرب منه وعن يمينه غلام وعن يساره أشياخ فقال للغلام أتأذن لي أن أعطى هؤلاء فقال الغلام لا والله لا أوثر بنصيبي منك أحدا فتله رسول الله صلى الله عليه وسلم في يده ، فهذا دليل بيّن على اهتمام الرسول بصغار الصحابة ، واستشارتهم وأخذ رأيهم ، ولذلك يجب علينا اتخاذ الخطوات التي من شأنها ، رفع شأن الطفل ، وثقته بنفسه ، وبالتالي تشجيعه لمواجهة المواقف ، وسرعة اتخاذ القرار ، ولن يتم ذلك بعد الله عز وجل إلا بمساعدة الوالدين ، ومن الأمور المساعدة على ذلك : الحرص على تشجيع الطفل دائماً ، والبعد كل البعد عن تأنيبه أو عتابه أمام الناس ، أو عن عقابه بعد بذل الجهد في أمر ما ، وإنما يجب تشجيعه وتوجيهه ، وتقويم عمله ، وتوجيهه للطريقة المثلى لمواجهة المشاكل وطرق حلها ، واتخاذ القرار المناسب حيالها ، كذلك من الأمور المساعد في تشجيع الطفل لاتخاذ القرار ، تشجيع الطفل على القراءة وكثرة الاطلاع ، لأن كل ذلك يزيد من فكر الطفل ، ويجعله يكتسب خبرات كثيرة من خلال قراءته ، ومن الأمور المساعدة على جعل الابن يتخذ القرار بكل شجاعة ، أن يُترك الطفل أن يعبر عن رأيه بكل حرية ، حتى وإن كان هذا الرأي يخالف رأي الموجه له ، سواء المعلم أو الأب ، ويجب البعد عن النقد الجارح لرأي الطفل حتى وإن كان رأيه يخالف الصواب ، وإنما تصحيح رأيه بكل هدوء ، مع التشجيع الدائم للطفل في قول رأيه في أي موضوع ...  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق